q صلاة مسبل([1]) الإزار
ثبت النهي عن الإسبال وخصوصاً في الصلاة، ويترتب على ذلك الإثم. فعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله قال: "لا ينظر الله إلى صلاة رجل يجر إزاره بطراً". ([2])
وعن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله e يقول: "من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام".
قوله:"فليس من الله في حل ولا حرام" قيل معناه:لا يؤمن بحلال الله وحرامه .
واعلم أخي المسلم أن الإسبال محرم داخل الصلاة وخارجها.
فعن أبي سعيد قال: قال رسول الله : "إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار ، من جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه".صحيح الجامع رقم (921).
وعن ابن عمر ، أن رسول الله e قال: "من جر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة ، فقال أبو بكر: يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أني أتعاهده فقال: إنك لست ممن يفعله خيلاء" . ([3])
(1) المسبل: هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض، ويكون تحت الكعبين – أي تحت العظمين البارزين من القدم – والإسبال يكون في السراويل والقميص والإزار والبنطال .
[2]) ) أخرجه ابن خزيمة (1/382)، وبوب عليه: "باب التغليظ في إسبال الإزار في الصلاة". صحيح الجامع برقم(6012).
[3]) ) رواه البخاري في اللباس برقم (5791) .
q كف الثوب في الصلاة " تشميره "
ومن الأخطاء التي تقع من بعض المصلين : أنهم يكفون ثيابهم قبل دخولهم في الصلاة - والكف هو التشمير – وهذا منهي عنه .
فعن ابن عباس t قال : قال رسول الله e: "أمرت أن أسجد على سبعة ولا أكف شعراً ولا ثوباً " .
ترجم ابن خزيمة رحمه الله على هذا الحديث بـ"باب الزجر عن كف الثياب في الصلاة".([1])
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "اتفق العلماء على النهي عن الصلاة وثوبه مشمر أو كمه أو نحوه" . شرح مسلم .
وعلى هذا يكون كف الثياب - أي تشميرها – سواء قبل الصلاة ويدخل بها مشمراً أو أثناء الصلاة ، فهذا لا يجوز وهو منهي عنه .
فنجد ممن يشمر الكم، أو البنطال قبل الصلاة ويدخل فيها مشمراً . ومنهم من يقول إذا أرخيت البنطال ولم أكفه يكون فيه إسبال ! فنقول لهذا الأخ الحبيب عليك أن تقص البنطال إلى ما فوق الكعبين وبذلك تكون قد تجنبت الكف والإسبال، ولا تقل هذا صعب! لا، لا تقل هذا ، لأن الذي أمرك به هو نبيك الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، ويكون فيه منفعة لك في دنياك وآخرتك.
[1]) ) صحيح الجامع حديث رقم (920).
[1]) ) صحيح ابن خزيمة:(1/ 383) .
q أخطاء المصلين في السترة([1])
عن ابن عمرt قال: قال رسول الله e: "لا تصل إلا إلى سترة، ولا تدع أحداً يمر بين يديك، فإن أبى فلتقاتله، فإن معه القرين".([2])
وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله e: "إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها، ولا يدع أحداً يمر بينه وبينها،فإذا جاء أحد يمر فليقاتله فإنه شيطان"
وفي رواية " فإن الشيطان يمر بينه وبينها " . ([3])
قال الشوكاني معلقاً على الحديث:"فيه أن اتخاذ السترة واجب.
ثم قال: وأكثر الأحاديث مشتملة على الأمر بها، وظاهر الأمر الوجوب، فإن وجد ما يصرف هذه الأوامر عن الوجوب إلى الندب فذاك، "فإنه لا يضره ما مر
(1) السترة : هو شيء تجعله أمامك وأنت تصلي سواء كان عموداً ، أو طاولة ، أو كرسياً ، أو أي شيء مرتفع .
[2]) ) أخره مسلم برقم (260).
[3]) ) أخرجه أبو داود في السنن رقم (697)، وابن ماجة في السنن رقم (954)، وابن حبان في الصحيح (4/48و49)، والبيهقي في الكبرى(2/267).صحيح الترغيب(557) .
q الصلاة بين السواري
ورد النهي عن الصلاة بين السواري في صلاة الجماعة .
فعن قتادة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : "كنا ننهى عن الصلاة بين السواري ونطرد عنها طردا" . ([1])
وعن عبدالحميد بن محمود قال: كنت مع أنس بن مالك أصلي قال فألقونا بين السواري قال فتأخر أنس ، فلما صلينا قال:"إنا كنا نتقي هذا على عهد رسول اللهe ". ([2])
وهذه الأحاديث محمولة على الجماعة ، أي يجب أن يكون الصف خلف الإمام متصلاً ألا يكن مقطوعاً .
قال الحافظ في الفتح: قوله باب الصلاة بين السواري جماعه إنما قيدها بغير الجماعة لأن ذلك يقطع الصفوف، وتسوية الصفوف في الجماعة مطلوب، وقال الرافعي في شرح المسند : احتج البخاري بهذا الحديث - أي حديث بن عمر - عن بلال على أنه لا بأس بالصلاة بين الساريتين إذا لم يكن في جماعة. فتح الباري (1/578)
قال عبدالله بن مسعود t: "لا تصفوا بين السواري" .
قال البيهقي معقباً على هذا الأثر : "وهذا والله أعلم لأن الإسطوانة تحول بينهم وبين وصل الصف. اهـ . ([3])
[1]) ) أخرجه ابن خزيمة (3/29) ، وابن ماجة (1/320) .
[2]) ) رواه أبو داود (1/180)، وابن حبان (5/596)، وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/339)، والمعجم الكبير (19/21)، وصححه شيخنا الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (335)
[3]) ) السنن الكبرى (3/104).
عدم تسوية الصفوف في الصلاة([1])
عن أنس t قال: قال رسول الله e: "سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة " متفق عليه .
وفي رواية البخاري: "فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة". ([1])
وعنه قال: أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله e بوجهه فقال: "أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري".
رواه البخاري بلفظه، ومسلم بمعناه.وفي رواية للبخاري:"وكان أحدنا يلزق منكبة بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه".البخاري2/174و167 مسلم434.
انظر أخي المسلم إلى فعل الصحابة في الصلاة كيف يلزقون المناكب والأقدام بعضهم ببعض، ونجد في هذا الزمان من يبعد نفسه عن صاحبه في الصلاة ويبعد قدمه عن قدم صاحبه، وما علم أن هذا مخالف لأمر النبي e، ومخالف لما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
وعن النعمان بن البشيرt قال سمعت رسول الله e يقول "لتسوُّن صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم".متفق عليه
وعن أنس t أن رسول الله e قال: "رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحَذَفُ ". حديث صحيح رواه أبو داود. صحيح الترغيب رقم (491).
قوله: "خلل الصف" قال المنذري: الخلل: بفتح الخاء المعجمة واللام أيضاً، هو ما يكون بين الاثنين من اتساع عند عدم التراص. الترغيب.
"الحذف" بحاء مهملة وذال معجمه مفتوحتين ثم فاء وهي: غنم سود صغار تكون باليمن .
[1]) ) البخاري ( 2/174) مسلم ( 433) .
)1) تسوية الصفوف: هو أن تلصق منكبك بمنكب صاحبك في الصلاة، وكعبك بجانب كعب صاحبك. أي تلصق القدم بقدم صاحبك، وإذا فعلت هذا في الصلاة يبني الله لك بيتاً في الجنة بإذنه تعالى .
q من أحكام الجمعة تخطي الرقاب
نرى البعض عند دخوله المسجد يوم الجمعة يتخطى رقاب الناس ويؤذيهم لكي يصل إلى الأمام، والأصل أن لا يفعل هذا ولا يؤذي المصلين، عليه أما أن يبكر في المجيء أو يجلس حيث ينتهي به المسجد ، ولا يتخطى الرقاب .
عن عبدالله بن بسر قال: جاء رجل يَتَخطّى رقاب الناس يوم الجمعة، والنبي r يخطبُ فقال النبي r: "اجلس فقد آذيتَ، وآنيتَ".([1])
آذيتَ: بتخطيك رقاب الناس .
آنيتَ: بمد الهمز وبعدها نون ثم ياء مثناة تحت، أي: أخَّرتَ المجيء.
وعند ابن خزيمة: "فقد آذيتَ وأُذِيتَ".
+ @ +
الكلام والإمام يخطب
وكذلك ورد النهي عن الكلام أثناء الخطبة .
فعن أبي هريرة t، أن النبي r قال: "إذا قلتَ لصاحبكَ يومَ الجمعةِ: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت".([2])
قوله: لغوت قيل: معناه خِبت من الأجر، وقيل: تكلمت. وقيل: أخطأت. وقيل: بطلت جمعتك. وقيل: صارت جمعتك ظهراً.
والقول الأخير هو الراجح وكذلك القول الذي قبله، لأنه ثبت عن النبي r أنه قال في حديث:"ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهراً".
([1]) رواه أحمد وابو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم (714).
اسأل الله ان يكون الشرح كاف لتعلموا هذه الأخطاء و الحمد لله رب العالمين
عدل سابقا من قبل السلفي في الخميس أبريل 01, 2010 6:21 am عدل 1 مرات (السبب : أخطاء الخط)